يرسم مرجع سياسي مشهداً كاريكاتورياً، ويقول: «الأميركيون وغيرهم من «الأشقاء» ضغطوا للقرارين ورموا الكرة في ملعب الحكومة، التي بدورها رمت الكرة في ملعب الجيش وملعب «الثنائي»، «الثنائي» رفض القرارين وردّ الكرة إلى ملعب الحكومة، الأميركيون دعموا الحكومة بتسويق الورقة الأميركية ولكنه بإسقاطه ورقته حشر الحكومة، وعاد ورمى الكرة في ملعبها، والرئيس بري بعد سقوط الورقة رمى الكرة من جديد في ملعب فريق القرارين، والجيش في جلسة الجمعة سيعيد رمي الكرة في ملعب الجميع، يعني لعبة تقاذف كرة لا تنتهي. والحكومة في هذه اللعبة في وضع صعب لا تُحسد عليه، فهي في النهاية ستتخذ قراراً، والقرار الذي ستتخذه، وفقاً لطبيعته ووجهته، سيكون مكلفاً عليها داخلياً (هجومات واعتراضات وحراكات وما شابهها)، أو سيكون مكلفاً عليها خارجياً، وتحديداً من قبل الأميركيين وممن يصنّفون في خانة أصدقاء وأشقاء لبنان، والأرجح الّا تزعّل الأميركيين، وهذا يعني الاشتباك في الداخل».
ورداً على سؤال أكّد المرجع عينه على الثقة الكاملة بالجيش اللبناني وبحكمة قيادته، وقال: «من الأساس حذّرت من رمي كرة النار في يد الجيش ومن أي محاولة للتلطي خلف المؤسسة العسكرية لتحقيق غايات سياسية تداعياتها اكبر من أن يتحمّلها البلد بصورة عامة. وفي أي حال فإنّ الكلام الأخير لقائد الجيش في الاجتماع الاستثنائي مع الضباط الاسبوع الماضي، واكّد فيه على أولوية السلم الأهلي وأمن البلد واستقراره، يبعث على الطمأنية والارتياح، وعلى الثقة بأنّ الجيش في خطة حصر السلاح سيضع النقاط على الحروف. وأكاد اقول انّه سيحدّد المخرج الذي يحفظ ماء الوجه، ليس لطرف بعينه بل للجميع».
وعمّا يتردّد في بعض الأوساط عن احتمال تأجيل جلسة مجلس الوزراء، قال المرجع: «لا علم لي بذلك، فهذا الأمر ليس في يدي، ولكن يبدو انّ ثمة اصراراً على عقدها. ولكن ما يثير الريبة هو حصر الجلسة بهذا البند. وما أتمناه في هذا المجال هو أن يخيب ظني، ولا يصدق اعتقادي في أنّ في خلفيات البعض في «فريق القرارين» نوايا تصعيدية وتوجّهاً اكيداً للدفع في اتجاه ما لا نريده من توتير للداخل وصدام».
وكانت التحضيرات لجلسة مجلس الوزراء عرضها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع رئيس الحكومة نواف سلام خلال استقباله له في القصر الجمهوري في بعبدا.
كما بحث الرئيس سلام موضوع خطة الجيش مع قائد الجيش الذي زاره مساء أمس في السراي الحكومي.